بلقاسم بوقنة لـ «الشروق»: أنا كائن صحراوي... ولا علاقة لي بالوسط الفني

الاربعاء 18 جوان 2008

Bas du formulaire

* قبلي ـ (الشروق) :

بلقاسم بوقنة هذا الفتى الصحراوي الخجول الذي ما فتئ صوته يغزو المشهد الغنائي الشعبي التونسي داخل البلاد وخارجها خاصة بين أوساط مهاجرينا ولدى الجاليات المغاربية رجل لا تكاد تميزه من بين كل الذين يعترضونك في أزقة دوز أو في أنهج قبلي... تلقاه فتعرف لتوّك أن أحوال الفنان تحتمل أكثر من صورة فلا شيء فيه يحيلك على النموذج الذي يرسم مسبقا للمطرب العربي المحتفي بشكله وبملبسه والمعتد بمظهره عموما أكثر من اعتداده بمضامين فنه.
التقينا هذا الفنان بمنتزه رأس العين بقبلي وكان يساهم في احياء تظاهرة نظمتها الادارة الجهوية للتعليم بقبلي وشارك فيها المبدعون من رجال التعليم بالجهة لتقديم ابداعاتهم الفنية وأجرينا معه الحوار التالي:

* هل بلقاسم بوقنة الذي غنى منذ أيام في ملتقى المربي المبدع بقبلي هو فنان دعي لإحياء حفل أم مرب شارك زملاءه إحياء احتفالهم.

ـ بقطع النظر عن هذه المناسبة أنا متشبث بانتمائي الى الأسرة التربوية ولو كلفني ذلك التخلي عن الغناء. فمهما كانت مغريات الوسط الفني وعطاءاته فلن يجعلني أبدا أحيد عن خياري المبدئي. فالتعليم هو الصخرة الأم لوجودي. أما الغناء فهو القطع الفنية التي تؤثث الزوايا والأركان في حياتي وهو ما يعني أنني أعتبر هذه المناسبة من أهم المناسبات التي أغني فيها باعتبارها من اللحظات النادرة التي يتصالح فيها غلافي الجوي مع بواطني أي ان يتساوى فيها بوقنة المعلم المغني مع بوقنة المغني المعلّم."كائن صحراوي"

* هل يعني ذلك أن الغناء الاحترافي عندك من قبيل تحسين الأوضاع المادية مثلما يفعل زملاؤك المدرسون في الساعات الاضافية؟

ـ أولا أنا أعتبر ما يقوم به الزملاء المربون في الساعات الاضافية وجها من وجوه الحرص على مزيد الارتفاع بنبل الرسالة التربوية وتضحية من جانبهم لصالح أبنائنا والوطن. فإذا حصل مع هذا أي تحسين للوضع المادي فنعم النشاط هو اذا. وأنا لا اختلف عن زملائي في شيء اذ العمل بالرسالة التي يؤديها أولا ثم بالمردود الذي نجنيه منه بعد ذلك.

* اذا فأنت لم تغادر دوز مسقط رأسك ولم تلتحق بجمهرة المغنين بالعاصمة بحكم ارتباطك بمهمة التعليم هناك؟

ـ قد يكون في ذلك بعض الحقيقة ولكن بقية الحقيقة هي كوني كائنا صحراوي المنبت والهوى. فأنا اعتقد أن الفن الذي انتجه لن يكون ممكنا خارج مجاله الحيوي الذي ينبع منه وهي الصحراء فالصحراء هي فني بل قد تكون في بعض وجوهها أحيانا أنا نفسي!!!

* هل هذا الارتباط بالصحراء هو ما يجعل الغناء عندك ـ حسب بعض النقاد ـ يسير على وتيرة ايقاعية واحدة رتيبا دون تغيير؟

ـ تلك وجهة نظر وهي محترمة عندي ولكن اعتقادي الشخصي يتثمل في ان ما انتجه من غناء يظهر مكررا رتيبا ـ كما يقال ـ في ايقاعاته تماما كما تبدو الصحراء لمن لا يعرفها انها على امتدادها مشهد واحد لا اختلاف فيه بينما يعرف الخبير بأسرار الصحراء ان لا كثيب فيها يماثل الآخر رغم تتالي الكثبان فيها وان لا فج فيها يشبه الفج الذي سبقه أو الذي تلاه بل ان لكل خط مهما صغر على الرمل معناه الخاص جدا فقد يكون الخط القريب من رجلك مجرد نبش أحدثه أحد العيدان الذي دفعته الرياح وقد يكون أثر أفعى مرت لتوّها بين قدميك انها التفاصيل التي فيها الفصل بين الموت والحياة ويظل ادراك ذلك هو الفيصل. انها تماما حكاية الانغام المتنوعة المتدفقة المتجددة في غنائي عبر ما يبدو ثابتا متجذرا من ايقاعات صحراوية معروفة.
«اتحدوا»

* لو حدثتنا عن حياتك الشخصية كما يقال عادة في هذه الحوارات، وهل تعيش قصة حب جديدة؟!

ـ الحب عندي حالة مستمرة غير مرهونة بشخص بعينه ولا بصورة مخصوصة انه شرط الفن كي يتحقق. أما عن مفهوم الحب الضيق فأنا مرتبط بزوجة صحراوية من طينتي يجمعني بها الحب وابنتنا «نواصي» ويعلّق مبتسما «نواصي وعتب وبعض من الذرية».

* ما علاقتك بالوسط الفني؟ وهل لك مشاريع انتاج مشترك، كما يشاع؟

ـ ليس لي اي علاقة شخصية بالوسط الفني وقد يكون ذلك ناجما عن بعد المسافة بيني وبينهم، وليس لما يشاع عن مشاريع الانتاج المشترك اي أساس من الصحة.

* أخيرا ماذا تقول لزملائك المطربين ولزملائك المدرسين؟

ـ للمطربين ليس لي ما أقول تقريبا، أما لزملائي المدرسين فأقول يا مدرّّسي وطني اتحدوا من اجل رسالتكم العظيمة ولا تنسوا نصيبكم من تعاطي مواهبكم لتأثيث واقعكم وواقع أجيالنا القادمة بإبداعات فنية تثريه وتغنيه.

* أجرى الحوار: محمد المغزاوي

لللاطلاع على المقال تحول الى الرابط التالي

This entry was posted on الأربعاء، جوان 18، 2008 at 1:53 م . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

10 commentaires

dans le site www.6arab.net s'ecrit que vous ete de l'irak tes chanson parmi les chansons irakienne.

18 جوان 2008 في 3:49 م
غير معرف  

Bonjour Belgacem,
Bravo pour le contenu de l'entretien et pour le style authentique de tes chansons. Continue sur cette voie. T'as raison, un palmier ne peut donner des fruits q'au désert. J'écoute souvent ta belle chanson "3andi 7 snin t3addou" mais, moi j'ai 13 ans t3addou, donc khlougui faddou au carré, :)) Bon oueld bledi, salutations cordiales d'un tunisien en Europe.

18 جوان 2008 في 7:25 م

mimou
شكرا صديقي للتوضيح والزيارة
فعلا لا اعلم سبب هذا الخطا ان كان بسبب لهجتي البدوية ام بسبب جهل اصحاب الموقع بالاغنية العراقية ذاتها
ساخصص لها تدوينه للتوضيح
شكرا مرة اخرى

19 جوان 2008 في 3:35 ص

gaudi
اهلا بولد بلادي انتوما في القلب وان كنت بعاد راهو
اهدي اليك اغنية سبع سنين تعدوا وانت اضرب في الاثنين اما شاءالله تروح وما تطولش الغيبة اكثر ؟؟؟

19 جوان 2008 في 3:38 ص
غير معرف  

أخ بلقاسم انت دائما متالق حتى في حواراتك فشكرا على تمسكك باصالتك والله معاك ،لقد بعتث لك بتعليقين (انظر ارشيف مدونتك)لكن لم تجب ارجو ان يكون سهوا والسلام

19 جوان 2008 في 12:46 م
غير معرف  

كوشكار:ما يشدني الى فنك يا بوقنة هو انسجامك الكاهل معه صوتا و شكلا و سلوكا.انت فعلا صوت البداوة و الصحراء فابقى كما انت بالرتابة التى تبدو للواهيمين و التي هى فى اعتقادنا روح فنك .نحن ننتظرك في ليون حيث لك جمهور خيالي.(ملاحظةمضحكة"سمعت ان اغانيك ممنوعة فى حانة في مارث")

1 أكتوبر 2008 في 3:16 م
غير معرف  

أخ بلقاسم أنا شاب من تونس العاصمة معجب بأغانيك الصحراوية برشة و خصوصا الأصالة و الرزانة التي تتميز بها .

لكن عندي سؤال لو ما يزعجك .

هل أغنية "على الله" التي غنتها فنانة مغمورة ... هل أنت موافق عليها ؟

و هل صحيح هي من طلبت منك ذلك ؟

9 ديسمبر 2008 في 8:53 م
غير معرف  

aucun mot au monde decrit ma grande passion de musique de bouguenna.depuis douze ans jadmire et jadmirerai cet homme unique en tout.raahil premiere admiratrice de bouguenna apprends toutes les chansons.a chaque moment joie ou tristesse jecoute bouguenna.raahil est mon nom cher artiste .bon courage

29 أوت 2009 في 2:03 م
غير معرف  

raahil attends un simple commentaire de bouguenna meme un simple mot.grand merci.raahil

29 أوت 2009 في 2:07 م
فهمي دياب  

اخ بلقاسم انا شاب من ليبيا واشهد بالله انك فنان متميز ومنألق وذو حس مرهف وبالرغم من عدم فهمي التام باللهجة التونسية الا انك تملك صوت متميز بالاضافة الي كلمات الاغانى والالحان ... مع تحياتي ومزيد من الابداع

10 نوفمبر 2011 في 2:00 ص

إرسال تعليق